الإمارات بقيادة خليفة مكنت المواطن من ممارسة الديمقراطية

أكد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، مكنت المواطن من الممارسة السياسية وتقديم خيارات نموذجية في الممارسة الديمقراطية بهدف جعل المواطن صاحب الامتياز والاستحقاق لهذا التطور، الذي لمسه الجميع في الممارسة العملية.

وأضاف في حوار صريح وشامل اجراه المدير التنفيذي لشؤون الصحافة في مؤسسة دبي للإعلام رئيس تحرير «البيان» ظاعن شاهين في ديوان الحاكم بالفجيرة أمس الأول، أن الحكومة بأيد أمينة، طالما على رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مشيراً إلى أن إنجازات الحكومة تشهد على ذلك. وقال سموه إن الإنجازات التي تحققت على مدى أربعين عاماً، هي عمر الاتحاد، مفعمة برائحة النصر، مستذكراً في هذه المناسبة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي وصف فكره ورؤيته وسياساته بالجامعة، والذي وضع في مقدمة أولوياته رفاهية شعبه، وهي السياسة التي يواصلها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

ويستذكر صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي ما قاله له يوماً الشيخ زايد في إحدى جولاته التفقدية: «لا أستطيع النوم، وثمة محتاج من أبناء الوطن ينتظر مني أن أساعده». وأضاف أن مدى الإنجاز الذي حققته الإمارات على مدار أربعين عاماً يشهد له العالم، وهي مناسبة لدعوة جهات الاختصاص إلى توثيق عمليات التنمية التي أنجزتها الإمارات، وضمها إلى تاريخ الدولة، فهي جزء من تاريخ يجب أن يصل إلى الأجيال المقبلة من أبناء الوطن وإلى العالم، ليعلموا ماذا صنع وأنجز ابن الإمارات.

خاصة أن إنجازات الاتحاد تحمل كل يوم بشرى للمواطن. وطالب صاحب السمو حاكم الفجيرة أعضاء المجلس الوطني أن يسهموا في جعل الإمارات واحة للمحبة وللجمال والإنجازات، وأن يروا الواقع بصورة متفحصة، والانتقال من الشعارات إلى العمل، منتظراً منهم تقديم الأفكار العملية لما فيه مصلحة الوطن.

مشيراً إلى أن الإمارات تنهض؛ ومنذ تأسيسها بسياسة الشورى والأبواب المفتوحة مع المواطنين، الذين وصفهم بأنهم العين التي يرى بها الحكام واقع الأمور، ومن طلباتهم رؤية للمستقبل. كما أشاد صاحب السمو حاكم الفجيرة بدور المرأة، التي كانت شريكة في كل خطوات الاتحاد نحو النجاح والتميز، مشيداً أيضاً بدور الشباب وتميزهم في العمل الوطني لرفعة شأن الوطن في المحافل العالمية.

وأعلن صاحب السمو حمد بن محمد الشرقي، في حواره، عن مشاريع استراتيجية حيوية تحت التنفيذ وأخرى في الأفق، منها إنشاء مطار عصري متعدد الأغراض في البحر، عبر عمليات ردم تصل جزيرة الموزة التي تصل مساحتها إلى 2 كيلومتر مربع بساحل الفجيرة، يلبي عمليات التنمية التي تنهض في الفجيرة.

وعن مشروع منطقة الفجيرة الصناعية للنفط (فَوز) والميناء البترولي وأنبوب النفط الذي يمتد من حقول حبشان في أبوظبي إلى ميناء الفجيرة بطول 360 كيلومتراً؛ قال صاحب السمو حاكم الفجيرة إنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من الميناء البترولي، ويجري الآن العمل على استكمال هذا المشروع الضخم، والذي سيكون نقلة مهمة لتصدير البترول، خاصة مع اكتمال أنبوب نفط حبشان، الذي تبلغ طاقته 1.5 مليون برميل يومياً، أي 70% من إنتاج أبوظبي، وتدشينه قريباً، وهو ما يجنب صادرات الإمارات من النفط إلى السوق العالمية أي مخاطر محتملة في مضيق هرمز، وما يجعل من مطار الفجيرة ومينائها رئة الإمارات، كما وصفهما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، مشيراً إلى أن الفجيرة مع اكتمال مشاريع توسعة منطقة فوز ستتصدر موانئ العالم في تزويد السفن بالوقود، كما سيتمكن الميناء بأرصفته الجديدة لتحميل النفط من استقبال 17 ناقلة عملاقة في وقت واحد.

وثمّن صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي الاستثمارات التي تنفذها أبوظبي ودبي في الفجيرة، مشيراً إلى محطة توليد الكهرباء والماء في قدفع، التي تزود كل إمارات الدولة بالطاقة، وإلى مصفاة البترول التي سينطلق العمل بها قريباً، وتوفِّر فرص عمل كثيرة للمواطنين.

كما أعلن سموه عن إنجاز المرحلة الأولى من مشروع الصرف الصحي في الإمارة، والذي سيشمل في مراحله التالية كل مناطق إمارة الفجيرة. وأعلن أيضاً عن افتتاح طريق الشيخ خليفة من دبي إلى الفجيرة، والذي يبلغ طوله نحو 45 كيلومتراً، وتكلف 1.7 مليار درهم، بمكرمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد السبت المقبل، وهو الطريق الذي سيختصر زمن الرحلة من الفجيرة إلى دبي إلى نحو 30 دقيقة، بدلاً من 90 دقيقة على الطريق الحالي.

ودعا سموه إلى تحرير الإعلام محلياً وعربياً، وإشراك القطاع الخاص فيه، داعياً إلى تقبل النقد البنّاء الضروري للتصحيح، واصفاً الإعلام بأنه المرآة التي تتيح للمسؤول النظر خلفه لتصويب مساره واستخلاص العِبر. وتالياً الحوار: أكد قدرة الميناء البترولي عند اكتماله على استقبال 17 ناقلة نفط عملاقة في وقت واحد حمد الشرقي: رئة الإمارات تتوسع بمطار عصري في البحر وميناء بترولي عملاق في الفجيرة

تعيش دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، منعطفاً تاريخياً مهماً على طريق التمكين وتعميق الممارسة الديمقراطية، استكمالاً لمرحلة التأسيس، بماذا تصفون هذا التطور السياسي المهم، وأثره على حياة المواطن ومستقبل وازدهار الدولة؟

استطاعت الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أن تمكن المواطن من الممارسة السياسية، ومن تقديم خيارات نموذجية في الممارسة الديمقراطية، بهدف جعل المواطن صاحب الامتياز والاستحقاق لهذا التطور، الذي لمسه الجميع في الممارسة العملية له. نحن في دولة الإمارات، وبفضل من الله، استطعنا أن نقدم نموذجاً فريداً من العلاقات الإنسانية والاجتماعية الخاصة، والتي أثمرت علاقة سياسية ذات معالم خاصة في كيان الدولة، ونحن نؤمن أن البنية الاجتماعية السليمة ستفضي إلى بنية اقتصادية وسياسية سليمة.

حققت الحكومة الاتحادية برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إنجازات هدفها رفعة الوطن ورفاهية المواطن، إلى أي مدى ترون يا صاحب السمو طموحات الحكومة الرشيدة، وفقاً لما تحقق من إنجازات مشهودة؟

الحكومة بأيدٍ أمينة طالما على رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولعلّ الإنجازات التي حققتها الحكومة الاتحادية خلال السنوات الماضية تؤكد ما قلته، ولعل أبرز ما قدمته هو إدارتها للشأن الاقتصادي بنجاح وبأقل الخسائر الممكنة، في ظرف دقيق وقلق مرّ به العالم، وشهد فيه تحولات سلبية كثيرة، مايشير إلى البنية المؤسساتية التي تعمل من خلالها، والخطط والأهداف التنموية والاقتصادية المختلفة، والتي تعني في محصلة الأمر خارطة طريق واضحة المعالم والتفاصيل.

تشهد إدارات الدولة، الاتحادية منها والمحلية، نشاطاً متنامياً، احتفالاً باليوم الوطني الأربعين الذي يصادف الثاني من ديسمبر، وكلنا على دراية بأن لسموكم مساهمات ملموسة في رفد المسيرة على مدار الماضيات من السنين مع القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومع إخوانك أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، ويحدونا الأمل يا صاحب السمو أن ترفدنا بفيض من جميل ذكريات تلك العقود المضيئة؟

جميل أن يعيش المرء مع ذكرياته لحظة بلحظة، ومن الممتع حقاً أن تكون تلك الصورة التي تراودني مفعمة برائحة النصر والإنجازات الكبيرة التي تحققت، والتي جعلت من دولتنا دولة منيعة ومثالاً حياً للنجاح، نجاح نعيشه يومياً، لم يكن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بمنأى عما يجري في الحياة بأدق تفاصيلها، وهذا ما ورثه عنه صاحب السمو الشيخ خليفة، إذ إن حال المواطنين وتقديم كل ما يحتاجونه ظل الجسر الذي يربط بين زايد وأبناء شعبه، وكان يفاجئنا دائماً بزيارات يقوم بها للفجيرة، مؤثراً التجول والتحقق من طلبات الناس وما يحتاجونه، وفي اللحظة كانت طلباتهم تحقق. كان، رحمه الله، يقول لي: «لا أستطيع النوم وثمة محتاج من أبناء الوطن ينتظر مني أن أساعده»، هي ذكريات كثيرة، فيها نبض الحياة وجدواها ومعنى الإنجاز فيها.

لقد كان الشيخ زايد، رحمه الله، جامعة بفكره ورؤيته، يستفيد منها القريب والبعيد، وقد كان يثير الاستغراب أحياناً عند حديثه عن فكرة أو مشروع، لنعرف في النهاية أن رؤيته كانت ثاقبة وفي محلها، وأنه كان يسبقنا ويسبق الزمن في فكره وتقديره لأمور الدولة والاتحاد. لقد تعلمنا منه واستوعبنا رؤيته وأفكاره التي لا تزال حاضرة إلى اليوم، ويذكرها التاريخ باعتباره واحداً من صنّاعه ومن الشخصيات التي امتد تأثيرها الإيجابي إلى خارج وطنه.

توثيق التنمية

صاحب السمو.. كيف تقيّمون اليوم، وبعد مرور أربعين عاماً على قيام دولة الاتحاد، الإنجازات التي تحققت في هذا الزمن القصير من عمر الشعوب؟

إن مدى الإنجاز الذي حققته دولة الإمارات على مدار أربعين عاماً يشهد له العالم، فهناك تغيير كبير نحو الأفضل والأرقى والأشمل، الذي ينعم به أبناء الوطن اليوم بفضل السياسات التي أرساها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويواصلها اليوم صاحب السمو الشيخ خليفة، وأدعو اليوم كل جهات الاختصاص إلى توثيق عمليات التنمية التي أنجزتها الإمارات، وضمها إلى تاريخ الدولة، فهي جزء من تاريخ يجب أن يصل إلى الأجيال المقبلة من أبناء الوطن، وإلى العالم، ليعلموا ماذا صنع وأنجز ابن الإمارات، خاصة أن إنجازات الاتحاد تحمل كل يوم بشرى للمواطن.

صاحب السمو… الانتخابات التي جرت أخيراً في كل إمارات الدولة لاختيار نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي تعتبر خطوة لها عميق الدلالات على رغبة القيادة في تعزيز المشاركة السياسية، وفقاً لتدرج يضمن الحفاظ على المكتسبات، ويطور العمل السياسي، ويجسد المشاركة الشعبية وفقاً لآليات سادتها الشفافية في مختلف مراحلها وحتى إعلان النتائج، كيف تستشرفون سموكم آفاق مستقبل العمل البرلماني من حيث المضي بثبات نحو توسيع المشاركة، والدور المنوط بأعضاء المجلس الوطني في إثراء المسلك الديمقراطي، من خلال الطرح الذي يتفاعل مع المتغيرات الداخلية والخارجية، ويولي نتائجها الاهتمام المطلوب؟

قال تعالى في كتابه الحكيم: «وأمرهم شورى بينهم»، من تلك الآية الكريمة انطلقت الدولة الإسلامية في إعلان شأن الرأي والاستعانة بأصحاب الخبرة والمشورة، ليكون حديثهم نبض القرار، ولكلمتهم الحضور الفاعل، وفي الشأن المتعلق باختيار المجلس الوطني تبدو الإمارات واضحة الخطى، وهي تتحرك وتمضي خطوات باتجاه ترسيخ المشاركة السياسية من قبل كل أفراد الشعب، إن العمل البرلماني في الإمارات لم يحد عن سياسة الدولة، بل على العكس، كان قريباً من توجهاتها ومن التوجه العام لها، ولعلنا مع الدورة الجديدة نأمل من الذين انضموا إلى المجلس أن يسهموا في جعل الإمارات واحة للمحبة والجمال والإنجازات. والمطلوب اليوم من أعضاء المجلس الوطني أن يروا الواقع بصورة متفحصة، خاصة أننا انتقلنا الآن من شعارات مرحلة الانتخابات إلى العمل، لذلك عليهم تلمس واقع ومصالح شعبهم، وتقديم الآراء والأفكار الجيدة والعملية التي تفيد الوطن، ونحن كحكام وقيادات نتمنى وننتظر الاستفادة منهم.

المواطن عين الحاكم

عُرفت الإمارات، ومنذ قيامها، بحرص الآباء المؤسسين على سياسة الأبواب المفتوحة بين الحكام والرعية، وإن لسموكم قدم السبق في هذا المجال، فما هي يا صاحب السمو سياستكم في التواصل مع المواطنين بكل قطاعاتهم وتلبية احتياجاتهم، خاصة في مجال توفير السكن المناسب ورؤيتكم لضرورة توفير الرعاية الصحية والبيئة التربوية والتعليمية وإيجاد فرص العمل التي تتلاءم مع مخرجات الجامعات بقطاعيها العام والخاص؟

ليست الفجيرة وحدها، بل هي سياسة تنهض بها دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، حفظه الله، الذي حض كل مسؤول في الإمارات على اللقاء بالمواطنين ومناقشة طلباتهم وتحقيقها، ولعل واحدة من أبرز صفات الدولة القوية هي لقاء المسؤولين بالمواطنين، ومد يد العون لهم، ونحن نشدد على هذا الأمر، ولقاءاتنا لم تنقطع عن الناس في كل يوم، بل هي دليل عملنا، والذين يدخلون مجلسنا يومياً هم عيوننا التي نرى بها، ونحن معهم، وبهم، ومن خلال طلباتهم نكرس بنية تحتية مستقبلية لعلاقة نموذجية، نحقق من خلالها ما يجعل من أحلام المواطنين واقعاً، ومن طلباتهم رؤية للمستقبل.

يبرز دور المرأة المحوري في خضم النهضة الشاملة التي تعيشها الدولة في تطورها السياسي ونموها الاقتصادي وتنميتها البشرية، حيث كان للمرأة المواطنة نصيبها الوافر منها، وهي تشغل الآن عدداً من المناصب القيادية وتساهم في مختلف القطاعات، كيف ترون يا صاحب السمو مستقبل مشاركة المرأة في ظل مرحلة التمكين؟

المرأة لم تغب عن مسيرة الإنجازات في الإمارات، بل هي نصف المجتمع بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وهي الشريك في كل خطوة خطتها دولة الاتحاد صوب التميز والنجاح، والمرأة اليوم موجودة كوزير في الحكومة وكعضو في المجلس الوطني، وفي مناصب قيادية في مختلف قطاعات الدولة، بالإضافة إلى وجودها في الأعمال المؤسساتية والوظيفية والحياتية اليومية، ولذلك فإن تقييم تجربة المرأة من خلال ما حققته من إنجازات قياساً بما قدمته الدولة لها، وهي تجربة نبيلة وطموحة وقادرة على أن تكون مثالاً حيوياً بين مختلف الدول الأخرى.

إن للعنصر البشري دوراً مهماً ومحورياً في كل استراتيجيات التنمية، وكل المخططات المستقبلية التي تهدف إلى الاستثمار المتوازن الذي يوائم بين الإمكانات المتوفرة والاستفادة منها بشكل علمي بغية تحقيقها لأفضل النتائج، في إطار النهضة الشاملة للدولة، لذا كيف ترون يا صاحب السمو دور الشباب المواطن خلال الفترة المقبلة، وما هي البرامج التي وضعتها حكومة الفجيرة من أجل رفد هذه الطاقات بكل أسباب النجاح والتميز؟

آمل أن يستطيع شباب الإمارات الاستفادة من حركة الدعم المطلق والنمو المزدهر التي تعيشها الإمارات، والتي وفرتها القيادة السياسية لهم، أعتقد أن بيئة مثالية لتطلعاتهم ولطموحاتهم موجودة على أرض الوطن، وهناك الكثير من التفاصيل الموجودة على الأرض، نستطيع أن نقول إنها وفرت بيئة خصبة لخيالاتهم وإبداعاتهم، ولعل واحداً من أهم مصادر بهجتي وسعادتي في الحياة حينما أجد إنتاجاً ما موقعاً باسم شاب إماراتي، ويحمل اسم الإمارات في العالم، الشباب هم همي واهتمامي، وهم ذخيرة الوطن التي لا يمكن تجاهلها.

رئة الإمارات

الفجيرة رئة الإمارات كما وصفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهي كذلك في موقعها الجغرافي وإطلالتها البحرية وفي دورها التنموي بشقيه البشري والاقتصادي، وهنا نطرح سؤالاً عن رؤية وأهداف وملامح المخطط العام للإمارة، والذي يعتمد على توجيهاتكم يا صاحب السمو، ومتابعتكم الحثيثة من ناحية التخطيط ووسائل التنفيذ؟

هذا الوصف الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أثناء جولة له على المشاريع في الفجيرة، ونحن نعمل على ذلك عبر مشاريع استراتيجية لتكون الاستفادة لكل الدولة، وأدعو المسؤولين لتهيئة هذه الرئة لتستوعب هواء أكثر، تتنفس منه كل الإمارات.

كما لا يمكن الحديث عن تطور الفجيرة بمعزل عن تطور الإمارات بشكل عام، لقد استطاعت الفجيرة أن تنتقل نقلات نوعية على الصعيد الخدمي في السنوات الخمس عشرة الماضية، الأمر الذي اقترن بحركة نشطة في مختلف المجالات، وربما كان هدفنا منذ البداية أن نتمم ما هو غير موجود في باقي إمارات الدولة، فعملنا على أن ننشط حركة التجارة والتصدير من خلال البحر، ومن خلال التاريخ الذي تتمتع به الفجيرة في علاقتها التجارية من خلال البحر، الحمد لله نجحنا في هذا، وفي استقطاب أهم الشركات والفعاليات الاقتصادية العالمية، التي اعتمدت على الفجيرة في حركتها التجارية البحرية.

وأما الطبيعة الجبلية الصخرية، التي توقع البعض أن تكون مصدر مشكلة بالنسبة لنا في تحركاتنا، ذللناها لتكون ميزة بدلاً من المشكلة، فمن خلال صخور الفجيرة ونشاط حركة الكسارات تُبنى أهم الأبراج، وثمة حركة غير عادية على صعيد البناء تقوم صخور الفجيرة كبنية تحتية له. وننتظر في القريب إطلاق مطار الفجيرة الدولي المجهز بأحدث التقنيات، والذي ستسافر منه وإليه أبرز الشركات. ولا نغفل عن حركة ثقافية لافتة تحمل بصمة شباب مجتهدين حققوا للفجيرة مكانة مرموقة بين العواصم الثقافية في العالم.

مما لا شك فيه أن البنية التحتية تشكل دعامة أساسية لضمان نجاح الرؤية العامة التي تصب في صالح المواطن وضمان العيش الكريم له، ما هي يا صاحب السمو المشاريع التي أعدتها حكومة الفجيرة من أجل توفير البنى التحتية المناسبة، التي قد تتمثل في المدن العصرية ومشاريع الطرق الكبرى وغيرها من الخدمات، التي تصب في اتجاه توفير سبل الرفاه، وفقاً لأفضل المعايير الدولية، وبالتعاون مع الوزارات والهيئات الاتحادية والمؤسسات الداعمة، إضافة إلى جهات الاختصاص ذات الصلة؟

هناك خطة لدى حكومة الفجيرة لإقامة كثير من المشاريع في تطوير البنية التحتية وإقامة مشاريع لدعمها، وتوفير البنى التحتية المناسبة، وعلى رأسها مشاريع الصرف الصحي، وقد نفذت المرحلة الأولى منها وشملت الفجيرة حتى مدينة قدفع، ومن ثم سيتم البدء في المرحلة الثانية لتشمل كل مناطق إمارة الفجيرة، في الإطار ذاته هناك تعاون مع الكثير من الشركات، سواء المحلية أو العالمية للنهوض بالبنى التحتية وإقامة المزيد من المشاريع، بالإضافة إلى استكمال البنية التحتية من الطرق الداخلية والخارجية أيضاً، سواء عن طريق الحكومة المحلية، أو بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة.

تطوير إداري

على المستوى الإداري والتنظيمي نلاحظ أن إمارة الفجيرة تحقق قفزات في هذا المجال أسوة بباقي إمارات الدولة، وفي هذا الجانب يهمنا يا صاحب السمو تسليط الضوء على رؤيتكم فيما يخص التطوير من ناحية تشكيل الإدارات ومساندتها، بما يضمن استمرار وتطوير بث روح التشاور ومتابعة التنفيذ، من خلال تكريس إدارات الرقابة والمحاسبة؟

في هذا المجال تم إطلاق الكثير من الخطوات، أولاً إنشاء دائرة الموارد البشرية المعنية بإعداد الكوادر الوطنية والتدريب والتأهيل بما يخدم قطاعات التنظيم الإداري في الدوائر المختلفة، هذا بالإضافة إلى أنه قبل عامين تم إنشاء مكتب الرقابة المالية التابع لحكومة الفجيرة، والذي يقوم بنوع من الرقابة على كل الدوائر المحلية التابعة للحكومة، بما يضمن سلامة الإجراءات وسلامة العمل في جميع الدوائر من الناحية المالية.

كلنا يعلم أن إمارة الفجيرة، وبتوجيهات منكم يا صاحب السمو، ومتابعة مخلصة من ولي عهدكم الأمين سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، أنجزت عدداً من المشاريع الاقتصادية، كما أنها بصدد تنفيذ الجديد خلال الفترة المقبلة، مما يطرح سؤالاً حول ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية، مع إطلالة تفصيلية على تلك المشاريع؟

طبعاً خلال الفترة الماضية تم إنشاء منطقة الفجيرة الصناعية للنفط (فَوز)، والتي تعتبر مدينة حرة خاصة فقط بالعمل البترولي والبتروكيماوي، كما تم إنشاء مناطق صناعية جديدة، بالإضافة إلى البدء في المرحلة الأولى من الميناء البترولي. وجار الآن العمل على استكمال هذا المشروع الضخم، والذي حقيقة سيكون نقلة مهمة لعملية نقل البترول من دولة الإمارات إلى خارجها، واستكمال كل المشاريع الأخرى الصناعية المتعلقة بالإسمنت وخلافه من المشاريع.

وماذا عن مشروع أنبوب النفط الممتد من حقول حبشان في أبوظبي إلى ميناء الفجيرة؟

إنه مشروع استراتيجي آخر، يعزز مكانة الفجيرة، كمركز عالمي لتصدير النفط الخام. وهو يمتد بطول ثلاثمئة وستين كيلومتراً، من أبوظبي إلى الفجيرة، والذي يتيح تصدير مليون ونصف المليون برميل يومياً، عبر ثلاث منصات تحميل عائمة، أي نحو سبعين في المئة من الإنتاج النفطي لأبوظبي.

لقد بدأ تشغيل ميناء الفجيرة عام 1982، بتشييد حاجز الأمواج، وبأرصفة يصل طولها إلى 380 متراً، ومع نمو الميناء وصل طول الأرصفة إلى 5400 متر، وبأعماق تصل إلى ثمانية عشر متراً. ويقدم الميناء خدماتٍ متنوعة، تشمل مناولة البضائع والحاويات، والأحجار والصخور والمواد الصلبة والسائلة، والمنتجات البترولية والصناعية.

وفي الأفق مشروع لتشييد أرصفة بترولية جديدة بطول 800 متر وبأعماق تصل إلى 20 متراً، لاستقبال ناقلات النفط العملاقة. وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى من توسعة الميناء التي تستطيع استقبال خمس ناقلات نفط عملاقة، ونحن الآن نتجه نحو المرحلتين الثانية والثالثة، اللتين تتيحان استقبال 17 ناقلة نفط عملاقة. ونظراً للطبيعة الجيولوجية لإمارة الفجيرة، وامتداد السلاسل الجبلية، والمساحات المسطحة المحدودة، لتشييد مشروعات بترولية، فقد قامت بلدية الفجيرة، بردم مناطق بحرية في الساحل، تصل إلى مئتين وخمسة وعشرين هكتاراً شمال ميناء الفجيرة.

كما تم البدء في ردم وإعداد مساحات تصل إلى مليون متر مربع، مضافة إلى منطقة الفجيرة الصناعية للنفط، لتلبية الاحتياجات المتزايدة للشركات، ولجذب مشروعات جديدة، تشمل الصناعات البتروكيماوية، واستيراد وتصدير الغاز الطبيعي المُسال، والصناعات التكميلية الداعمة لصناعة النفط.

وفي خضم هذه المشاريع العملاقة نضع المحافظة على البيئة وسلامتها في الاعتبار، وفي هذا الإطار، تنتقي إمارة الفجيرة، الشركات العالمية التي تتمتع بسمعة وخبرات عالية، وتملك سفناً حديثة ذات بدن مزدوج، لتقدم أفضل الخدمات من ناحية، وتحافظ على البيئة والمعايير العالمية من ناحية أخرى.

وفي إطار الحفاظ على البيئة أيضاً، شجعت إمارة الفجيرة الشركات على تشييد صهاريج دائمة لتخزين النفط ومنتجاته، بدلاً من الاعتماد على استخدام السفن العائمة كمستودعات للتخزين.

وتأتي منطقة الفجيرة الصناعية للنفط (فَوز) تتويجاً، لطموح استثماري، يعود بثماره على المستثمرين، وعلى صناعة النفط ومصدريه ومستهلكيه، وبالطبع على إمارة الفجيرة، وعلى دولة الإمارات، التي وضعت اقتصادها في أفق للتنمية، يخدم مصالحها، ويخدم أيضاً مصالح العالم.

دعم القطاع الخاص

يمثل القطاع الخاص عنصراً أساسياً من عناصر الاستثمار والتنمية الشاملة، ولقد أولت دولة الإمارات هذا القطاع عناية خاصة ووفرت له كل ظروف النجاح والاستثمار الآمن، كيف ترون يا صاحب السمو دور القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية في إمارة الفجيرة؟ وما هي المحفزات التي وضعت من أجل استقطاب رؤوس الأموال والمساهمة الفاعلة في دفع حركة الأعمال التجارية لمزيد من التقدم؟

للقطاع الخاص دور كبير في التنمية الشاملة، لأن معظم الاستثمارات البترولية الموجودة هي من القطاع الخاص أو الحكومات، مثل حكومة أبوظبي، أما المحفزات فهي وجود الكثير من القوانين التي يتم تحديثها وتطويرها، بالإضافة إلى إيجاد قوانين تحمي المستثمر وتحمي أمواله أيضاً، بما يضمن له عائداً إيجابياً، وبالتالي يضمن استمرارية المشروع ودعمه.

تتميز إمارة الفجيرة بمقومات سياحية عديدة، فهي تقع على ساحل بحري فيه الكثير من الجاذبية، إضافة إلى خاصية الطقس الممطر والأجواء الممتعة، فما هي رؤيتكم يا صاحب السمو للقطاع السياحي واستقطاب رؤوس الأموال في هذا الجانب الحيوي والمهم؟

طبعاً لدينا رؤية واضحة بالنسبة لقطاع السياحة، وتشمل التركيز على المنطقة الشمالية من إمارة الفجيرة (دبا والعقة والفقيت وغيرها) وتم التركيز على كل المشاريع السياحية والمنتجعات، على اعتبار أن تلك المنطقة تتميز بمواصفات سياحية عالية جداً وعالمية، والآن يتجاوز عدد المنتجعات 11 منتجعاً، وهناك خطة لزيادة هذا الرقم، والاستفادة أيضاً من المنطقة الجبلية وعيون المياه المتوفرة في الإمارة، وفي الموضوع ذاته وقعت هيئة الفجيرة للسياحة والآثار عقداً لتطوير منطقة الفجيرة القديمة وبناء مدرج روماني يتسع لحوالي 4000 إلى 5000 مشاهد، وسيقام عليه الكثير من المهرجانات الأدبية والثقافية.

تابعنا خلال الفترة الماضية سعي إمارة الفجيرة إلى احتضان عدد من الأنشطة الإعلامية والثقافية، ونكاد نجزم أن القائمين على هذا الشأن تميزوا بطرح الجديد من الأفكار والمشاريع، مثل مشروع مدينة الفجيرة للإبداع، والإعلان عن انطلاق مجموعة من القنوات الفضائية، إضافة إلى مهرجان المونودراما الدولي، واختيار الفجيرة مقراً ثانياً للهيئة الدولية للمسرح بعد باريس، ومهرجان الربابة الدولي، ما هو الجديد يا صاحب السمو في هذا المجال، وكيف يقيّم سموكم المرحلة السابقة؟

أولاً نحن نقدر ونثمن كل الجهود التي بذلت في الفترة السابقة في المجال الثقافي والإعلامي، وخاصة ما حققته هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام التي أنشئت في عام 2007، ويرأسها الشيخ راشد، والتي قدمت الكثير من البرامج والفعاليات الثقافية والأنشطة، التي وضعت إمارة الفجيرة على الخارطة الثقافية والإعلامية والأدبية والفنية، وهناك الكثير من المهرجانات، مثل مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، الذي كرّم بجائزة الإبداع وشخصية العام الثقافية، بالإضافة إلى العديد من الملتقيات الإعلامية.

نهضة ثقافية

تعيش الفجيرة حدثاً ثقافياً سعيداً بتكريم مهرجانها المسرحي الدولي شخصية العام الثقافية من قبل مجلة دبي الثقافية، وهذا يشير إلى حالة نهضة ثقافية عاشتها الإمارة، وتوجت أخيراً بانتخاب المهندس محمد سيف الأفخم أميناً عاماً للهيئة العالمية للمسرح، وهو أرفع منصب تحصل عليه شخصية عربية ثقافية، إزاء هذه الحالة كيف تقيّمون الوضع الثقافي بالفجيرة، وما هي أهدافكم ومشاريعكم المقبلة؟

نحن ندعم الثقافة والشباب، وقدمنا وما زلنا نقدم الدعم للارتقاء بالثقافة والفن، الذي يعكس هوية الدولة وتراثها في المحافل الدولية، وأعتقد أن الشباب أدوا واجبهم، لكننا نحثهم على المزيد من أجل وطنهم، ونحن نثني على إنجازاتهم في هذا المجال، ونتمنى منهم المزيد من التفاعل مع الأحداث الثقافية المحلية والعالمية.

تقدمت الإمارات مؤخراً لاستضافة معرض إكسبو العالمي 2020 في دبي، كيف ترون فرص فوز الإمارات بهذه الاستضافة، خاصة أن لها انعكاسات إيجابية مؤثرة على الاقتصاد الوطني وسمعة الإمارات دولياً؟

لقد استضافت الإمارات الكثير من الأحداث العالمية، مثل اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في العام 2003، وفعاليات أخرى في كل المجالات، وهي تتمتع بالخبرة والقدرة التنظيمية، ولديها البنية التحتية القادرة على استضافة حدث عالمي بهذه الضخامة، وأعتقد أن ملف الإمارات الذي تقدمت به بأمر من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هو ملف قوي، نأمل أن يتفوق على بقية المنافسين.

الحالة الإعلامية

كيف تقيّمون الحالة الإعلامية في الإمارات، خاصة أن النقد في السابق كان محدوداً لظروف كثيرة، لكن الصورة اختلفت اليوم بانفتاح الإعلام عالمياً بصورة غير مسبوقة، جعلت المصارحة والمكاشفة أمرين ملحين، ومن ضرورات التنمية؟

الإعلام الآن هو اسم الدولة والناطق باسمها، وندعو الإعلام إلى النقد البناء فهو مطلوب وضروري، لأنه عين الآخر، وعلى الجميع التفاعل مع النقد لأنه ضروري للتصحيح، كما أن الإعلام هو المرآة التي تتيح للمسؤول النظر خلفه لتصويب مساره واستخلاص العبر. إن الإعلام في الوطن العربي هو إعلام حكومي في غالبه، ما أفقده مصداقيته، لذلك يجب التغيير على المستويين المحلي والعربي وتحرير الإعلام من قبضة الحكومات، بإشراك القطاع الخاص فيه، بحيث يكون للجميع، ويعرض كل وجهات النظر، لأن عدم نقد الذات وإفساح المجال للنقد البناء وعرض وجهات النظر والمصارحة والمكاشفة ستجعل الإعلام الأجنبي ينقل صورة مشوهة. والتغيير، بسبب عدم المكاشفة، نراه اليوم في المنطقة كبيراً، فهذه مصر قلب الأمة العربية لا تزال تموج بالأحداث، وأعتقد أنها تحتاج إلى عشر سنوات حتى تستقر، وحتى نستوعب حجم التغيير الذي تتعرض له المنطقة، فهي الآن مثل «بندول الساعة» تتأرجح، وستحتاج إلى وقت حتى تستقر. لقد عاشت المنطقة العربية بعد الاستعمار حالة من المد القومي، لكن الغرب أفشلها، خوفاً من الوحدة العربية، وتركها بأخطائها حتى تفشل، والآن نشهد تحولات مهمة في الوطن العربي، نأمل أن تقود إلى الأفضل، ولكننا نتخوف عليها مثل ما حصل للقومية.

إن التغيير في الوطن العربي كبير واستيعابه صعب، فهناك أمور لا تزال تتبلور، وعلينا الانتظار حتى نعرف إلى أين تتجه الأمور والأحداث، فالتغييرات جذرية، خصوصاً في مصر، ونحن نلحظ بعض العيوب في هذه التغييرات، لكن علينا الانتظار وإعطاء الأمور مداها حتى تتضح الرؤية، لاستيعاب الأحداث المتسارعة ومعرفة اتجاهها النهائي.

كيف تقيم العلاقات العربية ــ العربية اليوم في ظل التحولات الحاصلة في المنطقة؟

العلاقات العربية ـــ العربية فيها مجاملات كثيرة، دون أن يكون لها قاعدة قوية على أساس الروابط التاريخية والمصالح، لذلك كانت سريعاً ما تنهار. لكن الآن؛ هناك تغيير كبير لا نستطيع استباقه أو اختزاله في سنوات، لكن نتوقع تغييراً هائلاً في العلاقات العربية ـــ العربية نحو الأفضل، على أسس قوية تحكمها المصالح، وستكون أكثر قوة، وأعتقد أن الأجيال المقبلة ستشهد أوضاعاً أفضل.

تثمين استثمارات أبوظبي ودبي في الفجيرة

ثمن صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، الاستثمارات والخطوات التي قامت بها حكومة أبوظبي وحكومة دبي بالنسبة لبعض المشاريع، وخصوصاً حكومة أبوظبي، على اعتبار أن هناك مشروع خط البترول الذي يأتي من أبوظبي إلى الفجيرة، والذي يعــتبر من أهم المشاريع الاستراتيجية لدولة الإمارات، وعلى اعتبار أنه سيجنب الدولة أي أخطار قد تحدق بها في مضيق هرمز، وأيضاً مشروع مصفاة البترول التي أعلن عنها قبل فترة، وسوف تنفذ إن شاء الله في الفترة المقبلة، وبما يضمن فرص عمل كثيرة للمواطنين، بالإضافة إلى مشاريع الكهرباء والمياه التي أقيمت في مدينة قدفع بالإمارة، والتي تمد كل دولة الإمارات بالطاقة.

وأضاف سموه ان هذا شيء جيد ونحن ندعمه، ونوجه كل الدوائر والمؤسسات لتقديم كل الدعم لهذه المشاريع. وأيضاً انعكست كل هذه الاستثمارات بشكل إيجابي على الإمارة، من الناحية الاقتصـادية وتوفـير فرص العمل وتحـريك الاقتصاد المحلي، وهناك أيضاً خطة لشركة الاتحاد للقطارات بربط الفجيرة بالإمارات الأخرى، من خلال بناء خط سكة حديدية، خصوصاً منطقة جبـل علي وإمــارة أبوظبي، وهذا الخط سـيكون مخصصــاً للركــاب والنقــل الـبري، بما يشمل النفط، ومواد البناء وغيرهما.

منطقة «فَوز» تتيح انفتاحاً ملاحياً مباشراً على العالم

قال صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة ان شريط ساحل الفجيرة، يعد واحداً من أهم المواقع الاستراتيجية الاقتصادية في العالم، حيث يأتي ميناء الفجيرة، في المركز الثاني من بين أكبر ثلاثة موانئ بترولية في العالم، تزود السفن العابرة للمحيطات بالوقود، سنغافورة، الفجيرة، ثم ميناء روتردام، وقد بلغت كمية الوقود التي تتزود بها السفن من ميناء الفجيرة، نحو خمسة وعشرين ألف طن سنوياً.

وأضاف ان المنشآت النفطية التي تمتد على جانبي الطريق البري الذي يشق الشريط الساحلي، تشكل في مجملها، منطقة الفجيرة الصناعية للنفط (فَوز)، منطقة تخزين وتجارة النفط، وصناعة التكرير والمنتجات البترولية، وهي ليست جديدة بالكامل، إذ إنها قائمة حالياً، 136 صهريجاً، بطاقة تخزين تبلغ ثلاثة ملايين متر مكعب. وباكتمالها، مع نهاية العام 2012، سوف يصل عدد الصهاريج، إلى 262 صهريجاً، بسعة سبعة ملايين متر مكعب، لتخزين وتصدير النفط الخام والمنتجات البترولية، كوقود السفن، والديزل والبنزين، ووقود الطائرات. وسوف تضع منطقة الفجيرة الصناعية للنفط (فَوز) ميناءَ الفجيرة، في الصدارة، بين الموانئ التي تزود السفن العابرة للمحيطات بالوقود بحلول العام 2016.

وأوضح سموه ان المنطقة ستتيح انفتاحاً ملاحياً مباشراً، على بحر العرب والمحيط الهندي، وذلك في إطار سعي الإمارات، إلى توفير منافذ بحرية لتصدير النفط، إلى جانب مضيق هرمز. كما أنَّ المنطقة نموذج للشراكة الاقتصادية التي تعود بالمنافع الاستثمارية، على الشركاء فيها، حيث من المتوقع أن تضم خمس عشرة شركة عالمية متخصصة، باستثمارات تصل إلى ملياري دولار أميركي. وإذا كان المشروع على هذا القدر من الأهمية محلياً، فإنه أيضاً عظيمَ الأهمية عالمياً في ظل مخاوف دائمة، تنتاب المراكز التقليدية المستهلكة للنفط، مثل الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، من توقف الإمدادات.

وتحل هذه المراكز المشكلة جزئياً، برفع طاقتها التخزينية، وعلى سبيل المثال، فقد رفعت دول منظمة التعاون الاقتصادي، مخزونها الاستراتيجي من النفط، ليغطي حاجتها لمدة ستين يوماً، بدلاً من ثلاثين يوماً. والصين أيضاً، بدأت برفع طاقتها التخزينية، لمدة تكفيها خمسة وأربعين يوماً، بدلاً من ثلاثين يوماً، وتفاوض الصين حكومة الفجيرة، على إنشاء مخازن تمدها بالنفط الخام.

مطار الفجيرة الجديد

أوضح صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، انه تم تصميم المطار الحالي في الفجيرة نهاية السبعينات، وكانت النظرة ضيقة، والآن المدينة كبرت بالسكان، وسترفع المشاريع الحيوية الجاري إنشاؤها في الإمارة عدد السكان 80 ألفاً، وتحتاج لمطار يستوعب تعاظم النشاط الاقتصادي فيها، وهناك خطة لتغيير موقع المطار ونقله إلى البحر، بإنشاء مطار جديد متعدد الأغراض عبر عمليات ردم تصل جزيرة الموزة، التي تصل مساحتها إلى 2 كيلومتر مربع بساحل الفجيرة، لإنشاء مطار عصري، وقد انتهينا الآن من الدراسات الفنية، ونحن الآن في طور الدراسات الاقتصادية.

طريق الشيخ خليفة يختصر الرحلة من دبي إلى الفجيرة 60 دقيقة

أعلن صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، بأن الافتتاح الرسمي لطريق الشيخ خليفة بين الفجيرة ودبي سيتم السبت المقبل، الثالث من ديسمبر، والذي يبلغ طوله نحو 45 كيلومتراً، وتكلف 1.7 مليار درهم، بمكرمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة. وسوف يختصر الطريق الجديد زمن الرحلة من الفجيرة إلى دبي إلى نحو 30 دقيقة بدلاً من 90 دقيقة على الطريق الحالي.

وقال سموه ان الطريق الجديد الذي تمت تسميته باسم صاحب السمو الشيخ خليفة بكل من الشارقة ورأس الخيمة والفجيرة، ويعتبر رابطاً أساسياً لإمارتي دبي وأبوظبي بمدن الساحل الشرقي. وقد استمرت فترة إنجازه خمس سنوات كاملة، بسبب مروره بسلسلة جبال، ويعد من أعقد الطرق التي نفذتها وزارة الأشغال، لمروره بمناطق جبلية وعرة في إمارة الفجيرة، امتدت لمسافة تصل إلى خمسة كيلومترات تقريباً، ووسط الجبال الشاهقة. وقال ان الطريق سيساهم في إحداث نقلة نوعية إضافية إلى شبكة الطرق في الساحل الشرقي، حيث يؤدي دوراً محورياً في الربط بين مدن الساحل الشرقي وقراه ببقية إمارات الدولة. وتم تنفيذ الطريق الجديد على ثلاث مراحل، وروعي في تصميمه إضافة مسار لقطار الاتحاد، الذي سيصل إلى الفجيرة.البيان

Related posts